الصفحة الرئيسية
>
آيـــة
{الْحَمْدُ لِلَّهِ فَاطِرِ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ جَاعِلِ الْمَلَائِكَةِ رُسُلًا أُولِي أَجْنِحَةٍ مَّثْنَى وَثُلَاثَ وَرُبَاعَ يَزِيدُ فِي الْخَلْقِ مَا يَشَاء إِنَّ اللَّهَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ} هذه بداية سورة فاطر تستفتح بتقديم الحمد لله، فهي سورة قوامها توجيه القلب إلى الله، وإيقاظه لرؤية آلائه، واستشعار رحمته وفضله، وتملي بدائع صنعه في خلقه، وامتلاء الحس بهذه البدائع، وفيضه بالتسبيح والحمد والابتهال فهو منشئ هذه الخلائق الهائلة التي نرى بعضها من فوقنا ومن تحتنا حيث كنا. والتي ينتظمها ناموس واحد يحفظها في تناسق وتوافق، {جاعل الملائكة رسلاً أولي أجنحة مثنى وثلاث ورباع}.. والملائكة هم رسل الله بالوحي إلى من يختاره من عباده في الأرض. وهذه الرسالة هي أعظم شيء وأجله. ومن ثم يذكر الله الملائكة بصفتهم رسلاً عقب ذكره لخلق السماوات والأرض. وهم صلة ما بين السماء والأرض.
ولأول مرة.. نجد وصفاً للملائكة يختص بهيئتهم..{أولي أجنحة مثنى وثلاث ورباع}.. وهو وصف لا يمثلهم للتصور؛ لأننا لا نعرف كيف هم ولا كيف أجنحتهم هذه. ولا نملك إلا الوقوف عند هذا الوصف، دون تصور معين له..والعلم لله وحده في هذه الغيبيات.
وبمناسبة ذكر الأجنحة مثنى وثلاث ورباع.. يذكر أن الله {يزيد في الخلق ما يشاء} فيقرر طلاقة المشيئة، وعدم تقيدها بشكل من أشكال الخلق {إن الله على كل شيء قدير}.
المزيد |